من هم الأصدقاء..؟..ومن هم أفضل الأصدقاء ..؟؟
ان مفهمو الصداقة قد يختلف من شخص لآخر حيث يخضع هذا المفهوم لمعتقدات وأخلاق وثقافة كل انسان..
والصداقة في رأيي الشخصي هي علاقة سامية تربط بين اثنين ..
فالصداقة في حد ذاتها رابطة انسانية بحتة تزيد حياتنا عمقا وتكسبها معنى نبيلا وتشعرنا بانسانيتنا بالدرجة الأولى ..
تلك هي الصداقة الحقيقة والتي أصبحت نادرة ندرة الزهور في فصل خريفي حزين ..ولأان الصداقة تشمل في معانيها الكثير والكثير. حيث انها تشمل ..
الوفاء ... الصدق ... العطاء ... الاخلاص ... التسامح ... التضحية ... الحب ... الولاء ...
ولأن هذه المعاني السامية قد توارت في هذا الزمن ... لذا فقد توارت معها الصداقة الحقيقة أيضا ... وحل محلها علاقات تحكمها المصالح المختلفة والدوافع الشخصية ..وباتت الصداقة الحقة عملة نادرة وبات الصديق الوفي كنزا حقيقيا..
ونعــــــود لسؤالنا..
من هم الأصدقاء؟؟
ومن هم أفضل الأصدقاء؟؟
في الواقع هناك مقولة جميلة للخليفة المأمون تصنف الأصدقاء فتقول
" الأصدقاء ثلاث طبقات ..طبقة كالغذاء لايستغنى عنه.. وطبقة كالدواء قد تحتاج اليه ..وطبقة كالداء جنبك الله اياه"
فالطبقة الأولى هم الأصدقاء..
والثانية هم أشباه الأصدقاء..
أما الثالثة فهم الأعداء المستترون ..
وماأكثر أشباه الأًصدقاء وماأكثر الأعداء المستترين .. وماأندر الاصدقاء الحقيقيين..
وليس هناك أوأ من عاقبة سوء اختيار الصديق ..
فاختيار الصديق أمر على جانب كبير من الأهمية فهو مسؤولية حقيقية لابد من اتخاذ جانب الحيطة والحذرعند اختيار الصديق المناسب فالمثل يقول
"عداوة العاقل ولاصحبة الجاهل"
فالختيار الخخاطئ للصديق قد يترتب عليه فيما بعد العديد من المشاكل وسوء الفهم فهناك معايير وعوامل أساسية تجب مراعاتها عند انتقاء الصديق مثل التوافق النفسي والتقارب الفكري والثقافي وتشابه امليول والمعتقدات مما يؤدي الى حدوث التفاعل والانسجام المطلوب نفسيا وفكريا بين الأصدقاء..
أما العثور على الصديق المناسب فهذا ليس بالأمر السهل .. وربما كان على درجة من الصعوبة ..
وكما قال سقراط:
"من السهل أن تضحي من أجل صديق ولكن من الصعب أن تجد الصديق الذي يستحق التضحية"
فلابد من التمهل عند اختيار الصديق
والتمهل وربما أكثر عند تركه فيما لو حدث اصطدام او خصام ..
فكم من الأصدقاء تحولوا الى أعداء..وكم من صديق بات أشد خصومة من عدو مبين ..!!
ولكن كيف لنا أن نعرف الى أي مدى يصل وفاء أصـدقائنا وصــدقهم؟؟
وكيف لنا أن نسبر غورهم ..في زمن الخداع والنفاق ..
كيف لنا في زمن اختلطت فيه المصالح بالمشاعر؟..والأحاسيس بالأكاذيب..؟!
وكيف لنا أن نطلع على خبايا نفوسهم في زمن الزيف والأقنعة .. وتقمص الأدوار؟؟
وفي اعتقادر يالشخصي فان المحن والشدائا هي الاختبار الحقيقي للأصدقاء وهي المحك الذي يضعنا أمام الحقيقة الصريحة ويبين لنا الصديق الحقيقي من الصديق الزائف .. من شبه الصديق ..
وكما يقولون الثراء يصنع الأصدقاء والمحن تختبرهم ..
فالانسان موقف والموقف الفيصل عادة مايضع حدا فاصلا قاطعا لصداقات واهية هشة وصداقات زائفة ..كما قد يزيد من قوة صداقة ويوطد روابطها ويكشف عن عمقها وصدقها ..
قال احدهم :
" جزى الله الشدائد كل خير تعرفني صديقي من عدوي"
كما قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:
"لايكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في ثلاثة نكبته وغيبته ووفاته"
فالصديق الحقيقي هو الذي يأزرني في محنتي ويواسيني في أحزاني ويشاركني أفراحي ويسعد بنجاحي ..
وأفضل الأصدقاء هو من يصدقني القول والنصيحة ويرشدني الى أخطائي ويشيد بنجاحاتي ويكون مرآة لنفسي وسندا لكاني..
والحياة بدون أصدقاء حياة ..جافة ..قاسية ..لاظلال فيها ..فنحن كبشر لاغنى لنا عن الأصدقاء ولكن ليس أي أصدقاء..انما الأصدقاء الحقيقون ..
فهنيئا لمن اسعده الحظ بصديق صدوق هو مكسب من الدنيا وعون على الشدة..
فيحفظ وده ولايفرط فيه ..
فربما كان الاحتفاظ بالأصدقاء أصعب من العثور عليهم
فمعاملة الأصدقاء فن انسانس راق جوهره الحب يزينه الصدق والعطاء لاموضع فيه للأحقاد والبغضاء..يرفض الأنانية ..ولامكان فيه للخداع والمخادعين...
(منقـــــــول)
[center][scroll]