سلسلة:حديث الإخوان
الحلقة الثانية: "مليكة الطهــر"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اليوم،،أنا أخص أختي بالحديث..
أختي التي لم تكن أخوتها لي أخوة نسب..
بل الدين ثم الوطن..ومقاعد كنت قد جلست عليها يوما ما..قبل أن تجلس هي.
أتدرين أخية..كنت أحب علم الأجنة..أستمع للدكتور كمال وهو يحكي قصة الجنين منذ أن كان نطفة مستحقرة..وأشعر وأنا أنصت لها بأني انتقلت إلى عالم آخر بين تلك الظلمات..
صديقاتي..بل وحتى المراقبة..جميعهن كن يتعجبن مني..فما أن ينهي الدكتور شرح جزئية معينة..إلا وقد قفزت إلى السماعة،،أسأله وأطلبه أن يعيد شرحها..ما أصبرك يا دكتور على تلميذتك..جزاك الله كل خير..
ياللـــه..كم كانت الآيات والعبر تتكشف لنا يوما بعد يوم..وسبحان القائل: "وفي أنفسكم افلا تبصرون"..
بل لنتأمل قوله: "إنما يخشى الله من عباده العلماء" لو لم يكن سوى هذه الآية تحث على العلم لكفى بها أن تجعلنا أكثر حرصا عليه وصبرا على مصاعبه..فكم هو عظيم أن يجد الإنسان أثر هذا العلم واقعا في قلبه..وروحه..في بصره..وسمعه وسائر جوارحه.
عزيزتي..ربما لم تحبي علم الأجنة مثلي..
لكني على يقين أننا جميعا نحب المولى الذي خلقنا على أحسن تقويم..
أنعم علينا بالعقل والإسلام والعلم ووو...-كم هو صعب أن أعد النعم،،فهي تزيد وأنا أزيد تقصيرا في آداء حقها علي-
أخيتي..
يامن حملت قلبا مؤمنا..وعقلا نيرا..وعرضا طاهرا صينا
لم ترخصي نفسك؟
ترخصي القلب النقي فتدنسيه بما لا يرضي خالقه من التعلق الغير مشروع..
ترخصي عقلك فلا تعمليه ولاتحكميه..
أم العرض...وآآآآه ما أعظم العرض!!!
"الديـــــن والعـــــرض"
كلمتان تؤرق مضجعي..
واعظم المصائب أن يبتلى المؤمن فيهما..
فيارب رحماك ولطفك وعفوك وسترك في الدنيا والآخرة..
هي نظرات..همسات..كلمات..
صغائر تبني الكبيــرة..
هي كأصدق وصف,,"خطـــوات الشيطـــان"
إن رضيت من نفسك أن تخطو الأولى،،فستجرك قدماك للثانية..ومن ثم سقوط يصعب بعده النهوض..والعياذ بالله
السمعة..أمانة ومسؤولية،،
ترينها في نظرات والديك..
في نظرات كل من تنتمين إليهم..
في الدين الذي شرفنا بانتمائنا إليه..
في المجتمع الذي لا يرضى بالزلل..وربما يعنف في تصيدها..والعقاب عليها..
ربما تقولي:أنا أعلم بما يحفظ نفسي..وقد احتطت لها..
فأقول لك: نعم..ولكن الحفظ هو حفظ الإله..(احفظ الله يحفظك)
وأما المعصية فلا أمان معها..
وإن بررت لك فلانة وعلانة..
بل ولو كان كل من حولك على خطأ..
أيمكن ان يكون ذلك مبررا للخطأ؟!!..لتعصي الإله..لتهتكي ستره!!!!
يا طاهرة..ياعفيفة..يا شريفة..
أنت لا زلت على بر الأمان..
والله يعفو ويستر..
فلا تخطيء الطريق وقد رسم..
وترضي بالظلام في وجود النور..
أدعوك وأدعو نفسي قبلك..
لجلسة صادقة مع النفس..مع الضمير..مع الفطرة السوية الطاهرة..
يعقبها وضوء يغسل الذنوب والخطايا ظاهرا وباطنا..
ثم ركعتان تناجي فيها من رعاك بنعمه وستره وقربه..
حينهـــا..
أنت من سيتخذ القرار..
فإما رجوع وتوبة..
وإما رضا بالسير في الوحل..
أسأل المولى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ..والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه..
وأن يحفظ علينا ديننا وعرضنا وأمننا..
ويعفو ويصفح عنا..
ولك من اختك المقصرة..كل الحب
لفتـــة>>مليكة الطهــر..ديوان شعري غاية في الروعة..للشاعر القدير:محمد المقرن..أدعوك لسماعه فأنت حفيدة تلك التي ملكت الطهر،،وبرأها الله وشهد بطهارتها وإيمانها..فاللهم ارض عن عائش..وارزقنا طهرا وسترا..
دمتم جميعا كما يحب ربنا ويرضى