بسم الله الرحمن الرحيم ، وبه نستعين ،والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد:
وموضوعنا اليوم عن إكتشاف فوائد المصران الأعور أو ما يسمى خطأ الزائدة الدودية appendix . دأب الاطباء يقولون لنا ولعشرات السنين أن الزائدة الدودية هي في الواقع زائدة ولا إستخدام فعلي لها وكأنها فقط كيس ليمتلئ بمخلفات الطعام ولتلتهب وتزال ، أو كأن وجودها هو لتوفير مصدر دخل لبعض الاطباء الصغار أو حديثي التخرج بقيامهم بإزالتها بإجراء عملية جراحية.
وكأنهم كانوا يقولون لنا إن الله قد خلق هذا العضو في أجسادنا عبثا. حاش لله وتنزل المولى عز وجل. ولعل التسمية العربية الحديثة \\\"الزائدة\\\" هي خير دليل على هذا الفهم الخاطئ . ولكن بعد قرائتي لهذا الخبر صارت التسمية القديمة \\\"المصران الأعور\\\" هي التي تروق لي.
والخبر الجديد في هذا المضمار هو ما نشر بالصحف الانجليزية منذ أيام فقط وكذلك بالدورية العلمية the Journal of Theoretical Biology والذي أثار دهشة الكثير من العلماء والاطباء.
ومكتشف هذا الدور لهذا العضو هو فريق متخصص في علم المناعة من جامعة ديوك الطبية Duke University Medical School يقوده الدكتور \"بل باركر\" برفسور في الجراحة. وتقول النظرية : إن هذا المصران هو في الواقع \"خزان آمن\" أو خزانة لأنواع من البكتيريا يحتاجها الجسم لاتمام عمليات الهضم ، والتي قد يفقدها في حالات الاصابة بأمراض كالكوليرا أو الاسهال الشديد والتي تؤدي إلى قتل هذه البكتيريا بتفريغ الامعاء من كافة محتوياتها.
سبحان الله. تجلى المولى عز وجل أن يخلق شيئا عبثا ولكن قصور الانسان في الفهم وغطرسته تؤديان به إلى الجهل والضلال عافانا الله وإياكم.
ففي أزمنة مضت عندما كان بعض الناس يعيش منفردين أو في مجموعات صغيرة ويصابون بالمرض أو تنتشر بينهم الامراض فإنهم يفقدون كل ما لديهم من مخزون للبكتيريا بسبب الاسهال.
وهنا يأتي دور المصران الأعور فهو الذي يطلق جزء من مخزونه من البكتيريا بعد إنفراج الأزمة. إلا أن الانسان المتحضر الآن وبسبب عيشه بكثافة في مدن مزدحمة فإنه يستطيع أن يحصل على هذه البكتيريا من غيره من البشر عند الاحتكاك بهم .
ففي حياتنا العصرية قد تتمكن أجسادنا من الحصول على ما تحتاج من بكتيريا من أقاربنا أو أصدقائنا أو جيراننا أو من نختلط بهم في وسائل النقل أو المحلات. فهي تنتقل باللمس والاختلاط فيستطيع من ليس لديه مصران أعور الحصول على حاجته منها. سبحان الله وسبحان الخالق المبدع.
وللفائدة فإليكم هذه الفقرة الانجليزية من جريدة الاندبندنت الانجليزية والتي نشرتها يوم The US scientists found that the appendix acted as a \\\"good safe house\\\" for bacteria essential for healthy digestion, in effect re-booting the digestive system after the host has contracted diseases such as amoebic dysentery or cholera, which kill off helpful germs and purge the gut.
الغريب أن الفكرة الخاطئة في كون هذا المصران الأعور متأصلة بيننا بشكل غريب ، فعند البحث على كلمتي \"المصران الأعور\" بالانترنت وجدت هذا التعريف متكرر في كثير من المواقع: \" هو عبارة عن قطعة صغيرة في نهاية الأمعاء، اسطوانية الشكل، مسدودة النهاية، تقع في بداية الأمعاء الغليظة وليس لها أية فائدة. إذا حدث وأن التهب المصران الأعور مثلما يحدث لأي جزء من الجسم يجب حينئذ علاجه. وبما أن المصران الأعور ليس له فائدة، ولمنع التهابه مرة أخرى يجب استئصاله بعملية جراحية.
\" في المقابل فقد عقب أحد الدكاترة عند سماعه لهذا الخبر بالقول : \"أستطيع أن أراهن أننا في النهاية سنكتشف دور مشابه للوزتي الحلق \" \\\"I\\\'ll bet we\\\'ll eventually find the same sort of thing with the tonsils,\\\" said Gary Huffnagle, a professor of internal medicine and microbiology at the University of Michigan.
فسبحان الله الخالق المبدع .
منقوووووووووووووووووووووول