رحلتي إلى مستشفى عسير

رحلتي إلى مستشفى عسير

لا أعلم كيف أبدأ ؟؟ وماذا أكتب عن رحلتي إلى مستشفى عسير ؟؟

لأول مرة أشعر بأن الدنيا لا تساوي مقدار بعوضة عندما رأيت أولئك المرضى على تلك الأسرة البيضاء وهم يعانون المرض ويقاسون آلامه ....
عندها أيقنت بأن المرض قطعة من العذاب , وأن الصحة والعافية من أكبر النعم التي منّ الله بها علينا ... فهل أدّينا حق هذه النعمة ؟؟ هل شكرنا الله عليها ؟؟ وعبدناه حق عبادته ؟؟؟


كذلك أيقنت بأنه يجب علينا إكمال مشوارنا الذي بدأناه في كلية الطب ... علينا أن نكون سببا ً بعد الله في إعادة الأمل إلى هؤلاء المرضى ... علينا أن نرسم الابتسامة في محياهم ... علينا أن نعيد الفرحة إلى قلوبهم وقلب كل من يحبهم ويهتم بشأنهم ....


كما أن علينا أن نخلص النية في ذلك لله وأن نشكره على أن منّ علينا بأن نكون في هذا المجال الذي أتاح لنا أن نقوم بهذه الخدمة الإنسانية العظيمة .....


علينا أن نجدّ ونجتهد ونثابر بكل ما أوتينا من قوة من أجل هؤلاء المرضى ومن أجل خدمة ديننا العظيم ورفع رايته ....

ثم نقدم ذلك هدية إلى وطننا الغالي الذي عمل الكثير من أجل هذا الشعب الكريم لنرفع من شأنه بين الشعوب فهذا أقل ما نقدّمه لك ِ يابلاد الحرمين ....


وأخيراً
أتمنى من أعضاء هذا المنتدى أن يدلوا برأيهم عن أول اتصال لهم بالمرضى وذكر مشاعرهم وتجاربهم إن استطاعوا ...

وتقبلوا تحياتي..

كلام جميل ..

ولكنه سابق لأوانه ..

أكبر هدية تستطيعين تقديمها لوطنك في الوقت الحالي (وجهة نظر شخصية فقط) هي التزامك بتعليمك ..

أتعجب ممن يتغيبون عن المحاضرات .. وينزلون أنواع التذمر والغضب حين يقال لهم : لابد من الرجوع إلى الكتب الطبية في الدراسة ..

ويسعون إلى كل حذف ممكن أو تحديد وتلخيص بحجة أنها لن تفيد في المستقبل .. وأنا هنا لا أتكلم عن المفيد من غيره فلست بأعلم منكم في ذلك .. ولكني أتكلم عن مبادئ تترسخ في الشخصية وأخشى أن تدوم للأبد ..

أعيد و أقول .. أفضل هدية هي أن يهتم كل منا في وضعه الحالي لا لمرتبة بين الناس فوالله إن مضآرها أكثر من منافعها .. ولا لرضى والدين يزيدون من نار حقد أبناء الأخرين بذكر محاسن ومراتب أبنائهم .. ولكن الهدية هي اهتمام المرء بالعلم لأجل العلم .. لأجل أن يعلم أن في المستقبل القريب إن شاء الله .. سيأتي مريض .. ويضع حياته بين أيدينا .. وحينئذ تظهر الدروس المحذوفه والمحاضرات التي غبناها والتحديد .. ونقول للمريض:

آسف يا عزيزي .. لمن كنت طالبه .. الدكتور حذف هذا الدرس من الاختبار لأنه صعب .. والثاني ما حضرته لان الدكتوره غثيثه .. بس لا تزعل .. انا انبسطت هذاك اليوم مع صحباتي واحنا نفطر ونضحك .. اووووووه ... نسيت ... كمان هذا الدرس قالوا لنا نقراه من الكتاب وانا ما فيني للكتب .. وبعدين اصلا هم يضغطونا كثير .. شف بنات العربي والاقتصاد كيف مبسوطين واحنا ننكرف وما احد داري .. وبعدين عادي .. الموت رحمه ... انت بس قل اشهد الا اله الا الله وسقها ...



(( الخطاب للجنسين <<< خاف يتفقع ))

لم أقرأ في موضوعك أي شيء عن ما قلته أنا ..

صدقيني يا رعاك الله .. حاجتنا في الحاضر إلى مبدعين في مجالات الحياة أكثر من حاجتنا إلى واعظين ..

تقولين إنه في حاجة إلى حوافز تساعده .. عجبا لأمرك .. من نهاك عن أخذ الحوافز ..

لا أعلم هل قلم الحقيقة من كتب ردك علي .. أم هو الغضب تمثل في كلمات لا تتم لما قلت بشيء ..

كلامي واضح وضوح الشمس في رابعة النهار حين قلت أن أفضل هدية تقدمينها (((( في الوقت الحالي )))) .. ولم أنهك عن أي مما قلتي ..

أخي الكريم
هذا ليس من باب الغضب بل من باب تبادل الحوار بين أعضاء المنتدى
أحترم رأيك الشخصي
أشكرك على المرور والاهتمام

نعم رهام رحلتنا كانت جدا رائعه...فأولها حمدنا الله على نعمة العافيه وثانيها اننا شعرنا باننا طبيبات بالفعل..تفاعلنا مع المرضى واحسسنا بالامهم..واجمل مااختتمنا به زيارتنا هي تلك الدعوات الصادقه من اولئك المرضى المنهكين..فقد اهدونا اجمل الدعوات وكأننا كنا بنات لهم وليس مجرد طالبات طب يافعات متطلعات للغد بكل امل...

يصعب علي قول انني كنت في جهاد مع نفسي حتى لا اتعلق انسانيا بالمرضى بل اقدم لهم ماينفعهم ويخفف الامهم بدلا من التأسي على حالهم...

يظل الجانب الديني والروحي هو الفاصل في هذا الامر..ومااجمل ان يقدم الانسان لدينه ثم لوطنه خدمة انسانيه..
دراستنا للامراض ولطرق علاجها ونجاحنا بجداره سينفعنا بإذن الله في المجال الاكلينيكي بالغ المنفعه..
شكرا لك عزيزتي ريمي على طرحك الرائع للموضوع واسلوبك الاروع في النقاش... ودمتي...

رائعة يا د.رهام..
فعلا من أراد أن يستشعر نعم الله عليه وأن يرقق قلبه فليزر المستشفيات وليرى كيف من الله عليه حين عافاه..

وكل ما زاد الإنسان في علمه..كان اكثر حاجة إلى تلك الرقائق

بل وماهو أكثر من ذلك..
كلما زاد في العلم..كان أكثر خشية لله..لأنه زاد يقينا وإيمانا.. تدبرا وتفكرا.. واستشعر نعم الله عليه..((إنما يخشى الله من عباده العلماء))

الطبيب إنسان..والطبيب المسلم إنسان له رسالة أسمى وأرقى..
حين نحمل العلم فهو بلاقيمة مالم يسلح بالدين..

وعلى هذا فالطبيب المسلم..طبيب داعية..بعلمه وتفوقه وسعيه للمجد..بأخلاقه وتعامله..

دور الطبيب لا يقتصر على العلاج فقط..بل بكيف يعزز في المريض ثقته بالله..يعلقه بالله..يجعله أكثر أملا وإيمانا وصبرا..

أما حين يكون الطبيب مجرد إنسان يطبق ما تعلمه دون أن يربطه بدينه العظيم..الذي شجعه على العلم ابتداء..وعلمه أنه بعلمه أفضل من المتعبد الذي لا يتعلم..فحينها ستكون رسالته ناقصة..وأي نقص أعظم من أن يفتقر علمك وعملك من ذلك الإيمان..

رهام..خطواتنا الأولى إلى المستشفى..لها عدة وقفات..نبهتينا إلى أهمها..وذكرتينا بتجديد النية..فلك دعواتي بأن يبارك الله فيك ويجزيك خيرا..

أما عن المواقف فلي عودة معها بإذن الله..فهي مميزة ورائعة.. ويكفي أنها جمعتنا..وجمعت طموحنا وآمالنا..

تقبلي مروري..

فعلا كان من أروع الأيام في حياتي صحيح أن الحزن سيطر على مشاعري ذلك اليوم.. ولكن كنت أحمد الله لدخولي هذا المجال لعلي في يوم من الأيام أزرع الابتسامة على وجه مريض...

كان أكثر مااتذكره هو قول الرسول _صلى الله عليه وسلم_ : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)

أتفق معك بكل تأييد..* لابد من وجود الحوافز لنكمل مابدأنا *


في النهايه لي تعليق بسيط.. ماذكرته أخي عن التحديد والهروب .....الخ

أكثر الطالبات ان لم يكن جميعهن لا يلجأن اليه الا وقت الاختبارات اما أيام الدراسه الفعلية الجميع يبحث عن المعلومة بكل تفاصيلها.. وأحيانا لايكتفين بالمصدر الرئيسي للمادة بل يبحثن عنها بكل الطرق المختلفة ... تقبل اضافتي


اخيرا.. اشكرك Dr. remy من أعماق قلبي على طرحك الرائع..

غاليتي ريمي

فعلا كانت من أروع واجمل لحظات العمر
دمتي حبيبتي
ودام رقيك وروعة نقاشك

لك فائق احترامي وتقديري

أخواتي الغاليات
أشكركم على المرور والاهتمام بالموضوع
أتمنى أن تكون الرحلات القادمة ممتعة وشيقة ومفيدة بإذن الله

اكثر ماشدني في تلك الحالات التي مررنا عليها وهي في العنايه المركزه>>اطفال..

سبحان الله من جد تعبت لما شفت الاطفال طايحين بالاسره البيضاء لاترى سوى اعينهم تلف يمنة ويسره مترقبين هؤلاء الاطباء مالذي سيفعلونه بهم..

واكثر حاله شدتني الطفله الي طاحت من السياره لما كانت نايمه!!!
رجعت البيت وحذرت كل اخواتي ونبهتهم لخطورة الطيحات!!

وينكم ياصبايا اليوم حصلت اكشنات كثيره بالمستشفى يالله همتكم!!!

حتى انا حصلت لي اكشناااات واااااااااااايد

الوووووووووووووووووووووووو؟؟؟

ماأتذكر أنه حصل أي أكشن الا اكشن واحد لك انت faith اكتبي لنا اياه

وانت كمان ياميمي وش صار لك؟؟؟؟

دمعه...واخ من دمعه وموقفها...

لما كنا مع الدكتور عمر في الطوارئ وهو يشرح لنا الهيستوري والفزيكال اكزامينايشن...ونحنا كلنا واقفين جنبه الا ودمعه تتمسك في الصبايا الي جنبها وهم صوت الالم وخلود وتقول باطيح؟؟؟

طبعا صوت نادتني وقالت اريج بتطيح!!!

مسكناها وقال الدكتور هاتوها هنا في سرير فاضي بالطوارئ
ولقينا ان ضغط الدم واصل 60/80
طبعا كانت تعاني في تلك اللحطه من هايبوتنشن وهايبوقلايسيميا نظرا لانها ماافطرت...ولحسن الحظ اسعفها الدكتور بعلك اكسترا وصحيت بعدها...شكلها كانت تبغا علك بس بطريقه غير مباشره !! والله من جد خوفتينا عليك اريج..الله لايحرمنيك..

حراااااااااام عليك.. اما ادوخ عشان علك !!!!

بعدين اصلا انا كنت اكل علك بس بعد الدوخه صار من ضمن المفقودات الظاهر اني بلعته او طار في الهواء<<صار حادث

بس احلى شيء في الموضوع عرفت انكم تحبوني



الله لايحرمني منكم .. قولوا آآمين

اليوم يوم جديد ومأسي جديده...

حاسه اني انا بس الي متفاعله مع الموضوع...المهم اليوم...

رحنا للاستراحه وقابلنا مره كبيره في السن في حدود ال45 سنه
سألتنا عن القبله وورتها هيفاء وبعد ماصلت حسينا انها تبكي رحنا لها وسألناها وش فيك ياخاله؟؟
قالت ابويه مريض بالطوارئ ومره تعبان وانا توني فقدت ولدي سعيد قبل اسابيع في العسكريه..والله يابناتي لو احكي لكم قصتي ماتصدقون والله العظيم اني عانيت في هي الحياه من اولها الين اخرها فقدت ولدي سعيد احسن واحد في اخوانه عندي غيره فلان وفلان لكن مافيه مثل سعيد الله يرحمه يوديني اعتمر ويعطيني فلوس ويشتري لي ذهب بار فيه والحين مات وكانت تبكي بكاء شديد حاولنا نهديها ونصبرها ونخبرها جزاء الصابرين عند الله وانها ابتلاء من الله..سكتت وشوي طلعت جوالها وتوقعنا انها بتكلم احد شوي فتحت لنا الجوال وقعدت تورينا صوره!!!تخيلوا احنا في هذا الوقت بكينا كلنا وماقدرنا نتماسك بس حاولنا مانبين لها شفنا الصور ودعينا له وقامت تحكي لنا كيف مات بالطايف في مهمة عمل وكيف تلقت صدمة وفاته وكيف ربي ربط على قلبها وصبرها....كانت تدعي لولدها وتدعي لابوها بنفس الوقت...
مسكينه ويمكن اعظم مافي الموضوع انها كانت تمسك بيدي وانا جالسه جنبها وتحكيني عينها بعيني ودموعها تسيل على خدينها وتمسحها بشيلتها...تخيلوا انها تضمني وتبكي...كنت اصارع نفسي اني ماانهار قدامها ولازم اصبرها ضميتها وصبرتها ودعيت ربي يصبرها على بلواها...دعت لنا بالنهايه واعتذرت انها عطلتنا...ونصحتنا بالنهايه وقالت الله الله يابناتي بالجماله والصبر اصبروا حتى لو اختلفتوا بينكم اصبروا على بعض ووالله ربي مايخليكم...

رحنا من عندها وطلعنا متجهين للطوارئ بس والله بنص الطريق وبالممر انهرت وبكيت من جد حسيت انها امي مو انسانه غريبه تعاطفت معاها ومع قصتها وكان من اصعب المواقف اني اخفي دمعتي امامها...رحنا لاقرب استراحه وكملت بكاء لين هديت ورحنا كملنا يومنا...........انتظر تعليق البقيه

يا قلبي عليها ... انا بكيت وانا هنا كيف قدرتي ماشاء الله عليش ...والله يابنات ماتصدقون كيف اخاف واحيانا ابكي من شدة خوفي على اهلي وانا بعيده عنهم خصوخا ابوي بس اذكره ابكي...حزنتني بجد هالمرة والله يصبرها..الله يهديش يا ايمان قلبي عورني

الله يصبرها

والله انها من اشد المواقف حزنا في حياتي تااااثرت بشده عشانها... الله يكون في عونها... حسيت انها محتاجة تتكلم مع اي أحد تبغى تفضفض...

الله يقوي قلبها بالايمان .. ويجمعها بابنها في فسيح جناته انه ولي ذلك والقادر عليه


بس عن جد اكتشفت ان ايمان قلبها رقييق بشكل.. بس الله يجزاها الف خير حسيت انها خففت على الخالة حزنها وهمها..
مااقول غير الله يعطيك الف عافية

يعافيك يابعد قلبي..

يعطيك العافيه
بجد كان موقف جدا جدا مؤثر

الله يجمعها بابنها في أعلى الجنان..

سبحان الله..
أحيانا تمر مواقف على الإنسان يحس إن الله أرسلها له ليتعظ ويعتبر..
ليستشعر نعم الله وفضائله..وأن هناك مصائب وهموم أعظم من همومه..

وقتها والخالة تتكلم..أحس انها ألجمت كل شيء فيني..قصتها كانت مأساوية مؤثرة..ما كانت بدايتها موت ابنها..بل من بداية حياتها..

آآآآآآآآآآه ليتنا عند أمهاتنا مثل ما كان سعيد عند أمه..
وآآآآآآآه ما أعظم الأم وما أعظم قلبها..وما أعظم صبرها

دموعك يا خالة وكل شيء أثر في نفوسنا..حتى دعواتك لنا..كل ذلك هو محفوظ في الذاكرة..وكل ما تذكرت دعوت:
اللهم أجرها في مصيبتها وهون عليها واجمعها بابنها حيث لاهم ولا حزن..
ولا أرانا الله فاجعة في أهلنا ومن نحب..

جزاك الله خير ايمان